Sunday, September 25, 2016

انت الذي سكن الجوارح محمد سعد دياب


انت الذي سكن الجوارح
محمد سعد دياب
:::::
سيان عندى أن تبوح صبابة.. او لا تبوح
هي رنة المأساة تسحق أحرفي نبضاً.. وروح
قد اجدب العمر الوريق وما بقين سوى جروح 
يبس القصيد نجيمة تهفو .. ونسرينا يفوح 
كم كنت شوقاً وارفاً.. وحشاشة لا تستريح
الوجد شفك مقلة.. في كل شريان يصيح
كانت مواعيد الخزامى عمرنا.. القا صدوح
أنت الذي سكن الجوارح..طيف أنسام صبيح
جحدت عيونك قصة..حملت رؤاها ألف ريح
دعني أسائل مقلتيك..هو الأسى ابداً يلوح
قل ..اين مرفأنا القديم..ضفافه غيم طموح
لا الصوت صوتك..لا العشيات الوِضَاءُ بها تلوح
كلا ولا عبق على كف القرنفل عاد براق الصبوح
كل الشواطىء أظلمت قمراً يسافر أو يروح
جف السؤال.. ومات في الشريان تغريد جموح
شربت جراحي علقماً ينهال نزاف القروح
ما عاد إلا الشجو يحصدنى.. وقيثار ينوح

وهل تدنو الشواطىء لحظةً


وهل تدنو الشواطىء لحظةً
محمد سعد دياب
:::::::
أَمسِكْ عليكَ نَشِيجَ قلبِكَ
وانكفىءْ كَبداً يقرِّحُها انكسارُ الفألِ فى مُهَجِ الصباحاتِ النَّوازفِ
فاتحاً سِفْرَ النوازلِ
لا تغيثُكِ زَفْرة’’ حَرَّى ولإنْ لملمتَ ريحَ المستحيلِ
كأنما الدهرُ المُسَيَّجُ غُصَّةً هو وحدَهُ كان القضاءْ
إرحلْ بساريةِ الخيالِ كما تشاءْ
أَلنصلُ يسقطُ فى مدقَّ النصلِ والبوحُ ابتلاءْ
إرحل بساريةِ الخيالِ كما تشاءْ
يمتد مَسْرَى الشمسِ خيمةَ مأتمٍ قد جُذِّرت أَوتادُها
وثَوَى اليتِامَى والأَيامَى الشاربونَ الشوكَ والحَصْباءَ
والكُرَبَ المحنظلةَ القِداحِ يغيضُ فى أَحداقهم قمر’’ وماءْ
إرحل بساريةِ الخيال كماَ تشاءْ
الجرحُ يكرعُ من نقيعِ الجرحِ
ماوَهَنَ النزيفُ هنيهةً عَجْلَى
ولا وَمَضَتْ على كرِّ العصورِ له بشاراتُ انتهاءْ
أَزل’’ هى المسأساةُ
لا قَبَس’’ يخضِّرُ ليلَها أبداً
ولا قنديلُ وعدٍ زيتُه بعضُ الرجاءْ
تنثالُ من شرفاتِ ذاكرةِ الزمان حكايةُ الحزنِ المُدَمَّى
والحنايا الائى مِتْنَ وأَحْرِقَتْ فيهن زاكيةُ الرُّؤى
ووايةُ الفرحِ الذى وُئدت نبوءتُه وهامُ البدرُ مطلولَ الدماءْ
إرحلْ بساريةِ الخيالِ كما تشاءْ
الرايةُ التَعْسَاءُ أحلام’ة منكَّسةُ الصُّوَى
والرملُ أَزمنة’’ أَضاعت فجرَ عِزَّتها هباء
الدارعونَ تشتتوا بَدَداً
ودربُ الصافناتِ خطىً مُخَذَّلة’’ جباه’’ ذلَّها نعلُ انحناءْ
جَفَّت أَغاريدُ السنابلِ كلها
واحطوطب الوترُ السلافُ أَفاءَ من همس الأَصائلِ
والعشياتُ المندَّى برقُقها قد أَوعلت فى عشبها نُذُرُ الشتاءْ
ارحلْ بساريةِ الخيالِ كما تشاءْ
النجمُ أَدْنَى من صَبَا فرح كخطفِ اللَّمحِ يأتى مرةً
والنجمُ أدْنى من نفوسٍ غورُها نبْع’’ يهوَِمُ كالضحى
ويشفُّ وَجْدَاً فى دواخلها البهاءْ
وَيْجِى على شوقِ الحقولِ
على خُزَاماها المرعَّشِ
وَيْحّ فاصلتى على فَوْح عرائسُه تصافقُ فى أَماسيها المساءْ
ارحلْ بساريةِ الخيالِ كما تشاءْ
لاغيمة’ة زَهْرَاءُ يصهلُ فى ذوائبها الزُمُرُّدُ نضرةً
لادفقةُ الريحانِ رنَّحَ ريَقها ليلاتُ وصلٍ تستفيضُ صبابةً
ويطيبُ فيها النأىُ يصدحُ بالرواءْ
نستصرخُ الحلمَ البعيدَ
نشيمُ طيفاً لن يجىءَ نعلَّلُ الأجفانَ نهمسُ ربما
فلربما يأتى سحابُ المزنِ يأتلقُ الرحيقُ
لربما تصفو الحروفُ هَمَتْ سنا وانداحَ سربُ الريم يشرقُ كالمُنَى
والرابياتُ هَزّارُها الهزَّاجُ تَيَّمهُ الغناءْ
ولربما تدنو الشواطىءُ لحظةً
يسقِى محافلَنا ضياء’’ الصِّدقِ حيناً
ربما شَهَقَ القصيدُ طلاوة’’
والنخلةُ الميساءُ سامَرَها الهوى فَتَرشَّفَت سحرَ اللقاءْ
ارحلْ بساريةِ الخيالِ كما تشاءْ
أَزل’’ هى الأَشجانُ تضرم وَقْدَها
فكأَنما كل الزمانِ فجيعة’’
وكأَنما العُمْرُ الدياجى أَغرقت بمَحَاقها الآمادَ ما أَبقت فضاءْ
هى حائطُ المبكى استطالَ
هى الرحيلُ المرُّ فى تيهِ المسافاتِ الخواءْ
وهى الفوادحُ ما تقطَّعَ سيُلها
لا ستسجمُّ رواحلاً تتكرُّعُ الأضوجاعَ تلعقُ صابهَا
والقلبُ منكسر’’ رمادَ حرائقٍ من كفِّهِ نأتِ السماءْ
ذهبت سَوَانُّ الريحِ تذروها بقايا المكرماتِ
وألفُ سامقةٍ توهَّجَ فى دراريها الأِباءْ
ارحلْ بساريةِ الخيالِ كما تشاءْ
أَنْ يُصْدِقَ النسرينُ موعدَه
وتأرج هاهناك سريرة’’
تنساب أَفواجُ اليمامِ
تميسُ فى حضنِ القوافى نشوة’’
أَنْ يمطرَ الحرفُ المجنحُ صبوةً ويعوَ فتَّان المدى
محضُ افتراءْ
هذى الدماءُ عجينهُها زيفُ الرغائبِ
كلُّ ذرةِ قطرةٍ مَزْج’’ خرافىُّ الخديعةِ
يرتمىِ فوق الوجوهِ قناعُها الختَّالُ يبْهرُ مقلةَ الرائينَ بالوشمِ الكذوبِ
يروم أَنْ يغتالَ بارقةً بوجه الطلِّ أَترعها النقاءْ
هى كل عِرْقٍ صُكَّ فى أَغواره نَوْءُ الشَّتاتِ
فلا تَشُوقُ دماءَه إلا خُطا الفرقاءِ
بل وهى الخوافقُ أَبحرتْ مَدَّاً هلامىَّ الدُّجَى ما جاش إلا بالعداءْ
إرحل بساريةِ الخيال كما تشاءْ
إرحل بساريةِ الخيال كما تشاءْ

عيناك والجرح القديم للشاعر محمد سعد دياب


عيناك والجرح القديم
للشاعر محمد سعد دياب
:::::
وكنت احدث عنك الدوالى
وكنت احدث عنك النهارا

احدثها عن عيون تتوه
بهن الأماسى .. وتمشى سكارى

وشعرترامى على الكتف يهفو
لوعد المساء يضيق انتظارا


وكنت اباهى بعينيك زهوا
اطاول كل الوجود افتخارا

كتبت لهن مقاطع شعر
كضوء الصباح تشف اخضرارا

وكان هوانا حديث الرواة
سقيناه نبضا وعشنا هدارا

نقشنا على كل نجم حروفاً
لميعاد حب نقشنا الجدارا

يهش المساء اذا نحن جئنا
وتهفو الدروب تطل انبهارا

ويسألنى عنك عشب الطريق
لكم اوحشته خطاك مرارا
***
ولما افترقنا .. ظننت هوانا
لقد مات عمراً .. ومات مزارا

وألقاك بعد السنين .. وآه
إذا ما صحا السوق نبضاً ونارا

وأعجب ... ما غيرتك السنين
ولا العمر من فوق ( خديك ) سارا

وخصلات شعرك مثل المساء
رقدن على الكتف ... تهن حياري
***
أحبك ... ما كان عندى خيار
وهل عند عينيك ألقى خيارا

لتبقى عذاباً لنا الذكريات
وتدمى الفؤاد إذا الشوق ثارا

أني أضعتك من يدى ،،،،،،،، محمد سعد دياب

أني أضعتك من يدى
محمد سعد دياب
******
أني أضعتك من يدى ... وأضعــته 
عمراً جميــلاً بالهنــاءة يـورق 
إني أضعتك .. فالدروب حزينــة 
والعشب والأفاق صمت مطبـــق 
ماذا تبقى فى قــرار الكأس فـى 
قاع الهنيهــة .. فالأسى يتدفق 
يغتالنى فرح السنين سكبته 
للريح .. ضاع لنا الزمان الشيق 
لما تباعت رعشة الذكرى دمــى 
والجرح يرعــف .. والأماسى تشرق 
أبكيك يا حزن الليالى صامتاً 
تجثو ضلوعى فى لظاها ... تحرق 
إنى حملتك نهر عشق وارف 
توقاً يؤرق .. هاجســاً لا يشفق 
يا لحظة الميعاد حين نجيئها 
لنكاد من فرح العيون نحلق 
خصل الحرير اضمها بجوانحى 
وأذوب فى العطــر المسافر .. أغرق 
يتملك الوجه المثير دواخلى 
ويدير فاصلة الهوى ... يســتغرق 
وأنا أغيب بمقلتيك مهــوماً 
والثغر يدنو ظامئــاً .. يتحــرق 
*** 
يا ناهديك ... أبيع عمرى فيهما 
ترف الظلال .. وأغنيات تشهق 
عمرى جميعا لحظة هى أن أرى 
عينيك .. يطوينى المدى والمطلق 
حبلى بموج الطيف فى هدبيهما 
يستيقظ الوهج الغريب .. يحدق 
أبحرت عبر دمى كما بيض المنى 
والذكريات الغر كم تتألق 
ضاعت كقبض الريح .. ما تركت لنا 
الا بقيات الرماد .. تحسرات تخفق 
يبقى نجيع لاصاب فى أحداقنا 
غصصا نساقيها .. عذابا يدفق 
*** 
يا ملء روحى .. يا صباحا مترعا 
الصحو يأخذنى ووعدك مونق 
تبقين حاضرة كحبات النـــدى 
ما الطــل .. ما ريح الصبا تترقرق

عودة الشيخ ............ محي الدين الفاتح

محي الدين الفاتح
:::::::


جفَ فيكَ اللونُ غارت في محَاجرها العيون
قبلَ أعوامٍ طويلة
كنتَ فيها ذاتَ مرة
كانَ إن جئتَ فمَزقتَ الظلام
كنتَ في الأرض السلام و على الناس المَسَرة
من فجاج الروحِ جئتَ من قـُـرانا
من بوادينا و من عزمِ المدينة
لكَ فينا الجند و الحراس و الأعوان و الأشياع
و المنبر و القلعة و الدار الحصينة
كنتَ فينا كانتِفاض القطر عن ريشِ الحمام
كرزازِ الريحِ في وهج الكلام
كنتَ شعباً كنتَ ثورة
كنتَ فينا أغنياتٍ طليقاتِ الوجهِ حرة
كنتَ حسناً بعدَ حسرة
فرحة نابعة من كل قلب أثر فرحة
نَحنُ أسرى لقد لقيناكَ و جرحى
مرحباً يا شيخنا الأخضر مَرحى
و لكم غنتك بي البشر بلادي
باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني
و الحقول امتلأت قمحا و وعدا و تمني
و الكنوز انفتحت من داخل الأرض تنادي
باسمك الشعب انتصر حائط السجن انكسر
و القيود انسدلت جدلة عرس في الأيادي
غير أني ابتلعنا دهشة كل نشيد
إذ نرى وجهك تخفيه غيابات الكلام
و هو يمضي في تجاويف الظلام
فلقد آب الجراد
اطفأ الأحلام في المهد
فلا أصبح صبح لا تغني لا تمني
لا و لا وعد و قمح
و حصدنا الأسف المورق في وقت الحصاد
جدلة العرس استحالت لقيود في الأيادي
ثم ما في سنين المد لهمة
حمل المصباح في الظلمة أعمى في بلادي
لم يكن طرحا و لكن كان جمعا كان قسمة
قريتي كانت تنام الليل ملء الجفن تحلم إتحادي
ثم تصحو حزب أمة
من غيابات الظلام و تجاويف الكلام
جاء مايو قدرا لابد صائر
من يسار ليمين ليسار دار بالناس الدوائر
و من الجرح الذي قد بات في التاريخ غائر
كان إبريل و غنينا له ملأ الحناجر
يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر
ثم من بين المقابر قام فرسان الزمان
و هفا كل فؤاد و شدا كل لسان
و مضى في الأرضآ طابور الأفاعي و الثعالب
و غدا يختال فيها كل ذي ناب طويل و مخالب
من ثنايا الذاكرة
من أقاصيص السنين الغابرة
"برز الثعلب يمشي في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهدي و يسب الماكرينا
ثم قال الحمد لله إله العالمينا"
دعك عما قال في الحمد و في التوبة و في البطن اللعينة
دعك عن هذا فإني لست أعني أن أعيد عليك قصة
عرفت معنا و نصا
فبسقف الحلق غصة
لم تنل منها مصابيح المدينة
قد رواها الدمع ما تروي الملايين الحزينة
قولها الآسف في كل صباح
بلسان لاهث يلعق من بين الجراح
فليولي الله من يصلح فينا
و ليولي الله من يصلح فينا
و قد وافتى
إن سعي الناس شتا
لست بالراكب حتى
يطمئن الحبل و المجداف و المقود و العزم
و ميقات السفينة
رقصة تعلو على صوت الشعارات الحزينة
تحتمي في قولة الديك الذي أذن فينا
"مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا"
متلف عشق الحياة
قاتل عشق الحياة
أن غدا العشق جلوسا و قيام
و كلاما و السلام
و حكى بعض الرواة حدثت أن زمانا كان في هذا البلد
( قل هو الله أحد )
حارقا في السعد حتى منتهاه
ثملما جف جوف الكأس و انفض السقاه
قيل صبرا وطني
رحم الله زمان اللبن
أيها الحاكي اتئد لا لا تزد
ليس من هذا البلد من تداعت عينه خلف قفاه
نحن حظرنا كثيرا و انتظرنا و تناظرنا طويلا و روينا
ما رأينا ثم قلنا ما علينا
إنما الدهر رواه
ينشد الزمار ما شاء و كل بهواه
مدهش أن شجر يمشي و لكني لا أراه
قادما من كل بيت
و إذا ما أطبق الليل سيأتي
إنه الوعد الذي ينتظر الأرض و لا شيء سواه
إنه الوعد الذي ينتظر الأرض و لا شيء سواه

أخر الانباء ........... محي الدين الفاتح

محي الدين الفاتح



آخر الأنباء أنت 
سورة الأشياء في عيني أنت 
مسحة الروح على الأشياء أنت 

خاتم الأسماء أنت 

أنت مهر الكلمات 
و تضاعيف اللغات 
و انعتاق الحرف إذ فيه سكنت 
أنت نبض فقع الإيقاع 
في خطو الأغاني 
و غذاها من مزاج القلب و الروح 
فعادت بالأماني 
أن زمان الصحو آت 
مطمئن القسمات 
وافر الأشواق موفور المعاني

تنضح البئر بما فيها فما كان تكون 
وطن البوح العيون 
و أنا اشترت من عينيك 

كل سلالة الدنيا 

و تاريخ الضياء 
و حكايات الحنين 
لا إبتدأ كان فيها و لا إنتهاء 
أيها النبع الذي ما جف 
ما خف ما كف عطاء 
إن تكن قد صرت نفسي 
أحايين عطاش 
ما استقق بعض رشاش 
و إذا ازور ما شئت و ما كنت أشاء 
لا أظن السهم طاش 
حسبي الزورة كانت في الدلاء 
يهدأ البحر 
و يبدأ زبد البحر جفاء 
من عيون وعدها الحسنى 
و مراها الألق 
و فؤاد رحمة دق و تحنانا نطق 
و لسان كلما قال صدق 
كمت عمرا 
فوق رهن العمر لي 
فتسامي مل صحوي و منامي... أملي 
و سعت نفسي ما أسعى إلى الكون و ما الكون وسع 
نولي الليل و صبحي مغزلي 
طبقا إرتاد من طبق 
من مغان كاسيات عاريات في أزار بابلي 
و أغان آسيات من شجون الموصلي 
و معان ساهرات تشتكي حمل الحلي 
لزمان في ضحي عينيك بالحسن انعتق 
شاع صوتي 
و لشيء قر في قلبي أندي و انطلق 
و تدلي من عل 
فسقي ما كان منشقا خلي 
طمر الجرح و أفضى 
لغرام شب في جنبي نشرا و عبق

زمليني 
إن حبا لك في قلبي كطوق في زحل 
ليس لي عنه حول 

دثريني 

من رضا عينيك بالوشي الترابي السماوي 
الذي تنجاب في عطفية أصداء الأمل 
و نداءات الأزل 
أول الأنباء أنت 
سورة الأشياء في عيني أنت 
خاتم الأسماء أنت 
آخر الأنباء أنت

يا صبية ،،،،،،، محي الدين الفاتح



محيي الدين الفاتح
:::::::

يا صبيَّة
أنتِ أوقدت بقلبي
نار وجد أبدية
بلظاها قد صلتني
أوصلتني
لثناياها السحيقات القصية
كلما زاد احتراقي
زدت في عشقك واستحكم في الوجد وثاقي
نضجت حمى اشتياقي
ربما أبعث في عينيك حيا
كلما يخفق قلبي
ويربيِّ
لك مقدار الذي أشعلتِ في الروح تحيَّة
إنما يقهرني العمر ويمضي
والصبابات صبية
لا يهمك من عذاباتي شيئاً
أنتِ قد كنت..
ومازلتِ..
وتبقين على الأيام عشقاً سرمديِّاً
ليس للوردة أن تعتقل العطر ولكن
اعتناق العطر والإدمان مردود علىَّ
وأنا وحدي القضية
هى أقداري وقاضيها أنا
ومحاميها أنا
وأنا المجرم والشاهد فيها
والضحية..
يا صبية..

الشرق أنت ،،،، محي الدين الفاتح


عِــزي عَـلـَي فإني لن أقول كفى

ما شق شقُ فؤاد كان مؤتلفا

فأنتِ أنتِ به إن دق إن وقفَ

لا الوجد فيه تداعى لا الغرام غفا

إن إنصرفتِ أراهُ فيكِ منصرفا

غيبي و عودي و غيبي لن أقول كفى

*********

و يوم أزمعت يا صبح الرحيل صباح

الليلُ حل و لو أن الزمان ضُحى

ما أن تـَـوَجه شرقاً نورُ وجهكِ لاح

مِـني الفؤادُ طحى و الشرق فيكِ صحى

فالشرقُ منذ قديم العهد مهدُ عطاء

هدي و عشق و أسمار تسيح غناء

منه الرسالات منه الكتبُ و الأفياء

و البدر تـَـم و أسرابُ السحاب ملاء

بصادق الغيثِ و البرقِ المشع رخاء

ما أتلف الوعد يوماً أن تلهف جاء

ما ضَيع العهد يوماً ما تقاعس لا

*********

و الشرقُ كانت له أنفاســـه نُــزُلا

بالوحي بالريح فتق أرضـنا رُسُلا

و الشرق كل جميل قد جرى مثلا

و الشرق بابلُ بل بغدادُ بل كسلا

و الشرق أنتِ فأنتِ السِحرُ في كسلا

**********

ما جـِئتـُـها كنت ما المشكاة و المصباح

عاد الأصيل أصيلاً و الصباحُ صبـاح

أنتِ عُدتي و عَهـدي بالخريفِ دنــــــا

و بارَكت كسلا منه هواطله

بخواطري جبل التاكا اقتـَربت منهُ الأعالي

و قد سالت أسافله

و القاش لـَف السواقي عند مئزرها

و قد تناهت لأيديها جداوله

كم أجمل الموز في صدري فإن له

صدراً كصدرِ ما خفت محامِله

أنا البعيـدُ الذي طالت حبائلـُـه

شوقٌ بــه قلقٌ لا بد قاتــلـــــه

القلب دُر و ما قلت بلابلــــــه

عمري رهينٌ بما تملليه يا قدري

ما بنت أنتِ فما سمعي و ما بصري

"ما سرتُ إلا و طيف منكِ يصحبني

سري أمامي و تأويبا على أثري"

أنتِ المحيط الذي شطت سواحله

أنتِ الحديث الذي ما مل قائــــله

ما كل سامعه ما طال طائله

أنتِ الغرام الذي يُحيي و إن قتلا

فالعشق فيكِ ثناء فيك يا كسلا

**********

حتى إذا القاش بالأشواق عاد ملي

و صفق الموج يزجي الشاطئين سلام

و النجم ملا أعناق الجبال حُــلي

و انسال طلا علي جسر الظلام جام

و الرأسُ دار و وجه البدر دار جَـلي

و الليلُ أيقظ في ذاتِ الصدورِ هُـيام

و الدف أوحى بأن يا خيل ارتحلي

عودي للوراء قليــلاً ثـُم دلي أمـــام

و الشعر ثار أذا ما الصدر صار عَـلي

و الكف نام و قامات السيوف قيام

و الفجرُ هَـل مع الصبح المطل طلي

لحن يناغم من همس العيون كلام

إن العيون التي أَودَعتـُـها أمــلي

لها سهامٌ لها عند السلام زحـــام

حتى إذا القاش عادكِ فأبسطي و صلي

حَبلٌ بقلبي موصولٌ إلى مكرام

بل خلي عنكِ فما عاد الفؤادُ خَلي

منذ أن تعلق بين الجسر و الجبل

عـِـزي عَـلي فإني لن أقول كفى

ما شَـق شق فؤاد كان مؤتلفا

فأنتِ أنتِ به إن دق إن وقفَ

لا الوجدُ فيه تداعى لا الغرام غَـفا

أنى إنصرفت أراهُ فيكِ منصرفا

غيبي و أوبي و غيبي لن أقول كفى

لست وحدي محي الدين الفاتح

لست وحدي محي

 الدين الفاتح


لست وحدي 
لا و لا هذه الجبال المفضيات إلى البحار المفضيات 
إلى الجبال بعاصمات مد و جدي 
لن تخنق الآماد مسراك الذي يسري إلى الدنيا 
فيسريها و يبتلع التحدي 
لا لست وحدي 
غم ما بيني و بينك من دخان العشق في زمن الرحيل 
بمفازة السفر الطويل و سرادق الليل البطئ 
إذ أنت مائلة بكل جمالك المتناغم القسمات 
بالوعد الظليل 
بصدرك الرحب الملئ 
بحديثك السلس الشفيف السلسبيل 
و بوجهك الطلق الدفئ 
فأمام طلعتك المهيبة يهرب المنفى 
و يرحل مأتم الأحزان من قبل المجئ 
تتسربل الآباد في العشق الخضيل 
و الى أكنتها تلوذ رواشق الشكوى 
و يزول المستحيل 

أروت عيونك خاطري 
ربطت على كتفي العذاب 
غسلت مواجع حزني المدفون في وضح السراب 
نبتت تباشير الحضور على ثنيات الغياب 
إني اتجهت فثم وجهك ماثل في كل نافذة و باب 
يسري مع نفس النسيم 
يفتر عنه البدر يعلق بين أكوام السحاب 
إمتد وعدا في تجاويف الأوان 
يلقي الحواجز في الزمان و في المكان 
يشدو بأغنية الإياب 
من كل فج كان في 
نفسي عميق 
يأتي فيزدحم الطريق 
و يحل في الأشياء ما بيني 
و بين حضورك الأبدي ينتهك الحجاب 

سكنت عيونك غربتي 
لتذيدني قربى و تهديني سواء للسبيل 
و أنسال صمتك في عروق الصمت 
فانساب المثيل 
و بخاطري لما تنا الصمت 
هوم في دهاليز الوداع 
فأينع الحزن النبيل 
و غدت تلابيب الكلام 
ببعضها يمسكن في وقت الرحيل 
بخواطر العود الجميل 
لا لست وحدي بالقليل 
إذ أنت مائلة بكل جمالك المتناغم القسمات 
بالوعد الظليل 
بصدرك الرحب الملئ 
بحديثك السلس الشفيف السلسبيل 
و بوجهك الطلق الدفئ 
فأمام طلعتك المهيبة يهرب المنفى 
و يرحل مأتم الأحزان من قبل المجئ 
تتسربل الآباد في العشق الخضيل 
و الى أكنتها تلوذ رواشق الشكوى 
و يزول المستحيل

أتطلع لامراة نخلة ، محي الدين الفاتح

لا اذكر 
كنت انا يوما طفلا يحبو
لا اذكر كنت انا شيئا.. بل قل شبحا يمشي يكبو
قد اذكر لي سنوات ست
ولبضع شهور قد تربو
أتفاعل في كل الاشياء
اتساءل عن معنى الاسماء
والنفس الطفلة كم تشتط لما تصبو
في يوما ما... ازدحمت فيه الاشياء
أُدخلنا اذكر في غرفة
لا اعرف كنت لها اسما
لكني ادركها وصفا
كبرت جسما...بهتت رسما...عظمت جوفا...بعدت سقفا
وعلى ادراج خشبية كنا نجلس صفا صفا 
و الناظر جاء... وتلى قائمة الاسماء
واشار لافخرنا جسد أن كن ألفى.. كان الألفى
أتذكره.. ان جلس فمجلسه اوسع
ان قام فقامته أرفع
ان فههم فأطولنا إصبع
ولذا فينا كان الألفى
كم كان كثيرا لايفهم
لكن الناظر لايرحم
من منا خطأهُ الالفى
كنا نهديه قطع العملة والحلوى
لتقربنا منه زلفى
مضت الايام... ومضت تتبعها الاعوام
ارقاما خطتها الاقلام
انفلتت بين اصابعنا
وسياط النظارتتبعنا
واللحم لكم والعظم لنا
ومخاوفنا تكبر معنا
السوط الهاوي في الابدان ضربا...رعبا...عنفا
الباعث في كل جبان هلعا...وجعا...فزعا...خوفا
والصوت الداوي في الاآذان شتما...قذفا
نسيتنا الرحمه لو ننسى يوما رقما
او نسقط في حين حرفا
والمشهد
دوما يتكرر
وتكاد سهامي تتكسر
لكأني احرث اذ ابحر
لا شط امامي لا مرفأ
وجراحي كمصاب السكر 
لا تهدأ بالا لا تفتر


و غدت تُخرسنا الأجراس 
و تكتم فينا الأنفاس 
و تبعثرنا فكراً حائر 
للناظر منا يترأى وهماً في العين له الناظر 
في الفصل على الدرب و في البيت 
يشقينا القول كمثل الصمت 
الصوت إذا يعلو فالموت 
فانفض بداخلنا السامر 
و انحسرت آمال الآتي 
من وطأة آلام الحاضر 
لكني أذكر في مرة 
من خلف عيون الرقباء 
كنا ثلة ... قادتها الحيرة ذات مساء 
للشاطئ في يوم ما 
إذ قامت في الضفة نخلة 
تتعالى رغم الأنواء 
تتراقص في وجه الماء 
فإذا من قلتنا قلة 
ترمي الأحجار إلى الأعلى 
نرمي حجراً ... تلقي ثمراً 
نرمي حجراً ... تلقي ثمراً 
حجراً ... ثمراً ... حجراً ... ثمراً 
مقدار قساوتنا معطاء 
يا روعة هاتيك النخلة 
كنا نرنو كانت تدنو و بنا تحنو 
تهتز و ما فتأت جزلى 
من ذاك الحين و أنا مفتون بالنخلة 
و الحب لها و ليوم الدين 
مطبوع في النفس الطفلة

**********
مضت السنوات و لها في قلبي خطرات
صارت عندي مثلاً أعلى 
يجذبني الدرس إذا دارت القصة فيه عن النخلة 
و يظل بقلبيي يترنم 
الوحي الهاتف يا مريم 
أن هزي جزع النخلة 
في أروع لحظة ميلاد 
خُطت في الأرض لها دولة 
و مضت الأيام ... جفت صحف رفعت أقلام 
فإذا أيام الدرس المرة مقضية 
و بدأنا نبحث ساعتها عن وهم يدعى الحرية 
كانت حلم راودني و النفس صبية 
تتعشق لو تغدو يوما نفساً راضية مرضية 
تتنسم أرج الحرية 
وكدت أساق إلى الإيمان 
أن الإنسان قد أوجد داخل قضبان 
و البعض على البعض السجان 
في سجن يبدو أبديا 
فالناظر موجود أبداً في كل زمان و مكان 
فتهيأ لي أن الدنيا تتهيأ أخرى للطوفان 
و أنا إذ أمشي أتعثر 
لكأني أحرث إذ أبحر 
لا شط أمامي لا مرفأ 
و جراحي كمصاب السكر 
لا تهدأ بالاً لا تفتر 
لا توقف نزفاً لا تشفى

************
أعوام تغرب عن عمري و أنا أكبر 
لأفتش عن ضلعي الأيسر 
و تظل جراحي مبتلة 
تتعهد قلبي بالسقيا 
أتطلع لامرأة نخلة 
تحمل عني ثقل الدنيا 
تمنحني معنى أن أحيا 
أتطلع لامرأة نخلة 
لتجنب أقدامي الذلة 
و ذات مساء و بلا ميعاد كان الميلاد 
و تلاقينا ما طاب لنا من عرض الأرض تساقينا 
و تعارفنا ... و تدانينا ... و تآلفنا ... و تحالفنا 
لعيون الناس تراءينا 
لا يُعرف من يدنو جفنا منا و من يعلو عينا 
و تشاركنا ... و تشابكنا 
كخطوط الطول إذا التفت بخطوط العرض 
كوضوء سنته اندست في جوف الفرض 
كانت قلباً و هوانا العرق فكنت الأرض 
و أنا ظمأن جادتني حباً و حنان 
اروتني دفاً و أمان 
كانت نخلة تتعالى فوق الأحزان 
وتطل على قلبي حبلى 
بالأمل الغض الريان 
و تظل بأعماقي قبلة 
تدفعني نحوالإيمان 
كانت لحناً عبر الأزمان 
يأتيني من غور التاريخ 
يستعلي فوق المريخ 
صارت تملأني في صمتي 
و إذا حدثت أحس لها ترنيمة سعد في صوتي 
أتوجس فيها إكسيرا 
أبداً يحيني من صمتي 
و بذات مساء و بلا ميعاد أو عد 
إذ كان لقاء الشوق يشد من الأيدي 
فتوقف نبض السنوات 
في أقسى أطول لحظات 
تتساقط بعض الكلمات 
تنفرط كحبات العقد 
فكان وداع دون دموع كان بكاء 
لا فارق أجمل ما عندي 
و كان قضاء أن تمضي 
أن أبقى وحدي
لكني باق في عهدي 
فهواها قد أضحى قيدي 
و بدت سنوات تلاقينا من قصر في عمرهلال 
لقليل لوح في الآفاق 
كظلال سحاب رحال 
كندى الأشجار على الأوراق 
يتلاشى عند الإشراق 
لكنا رغم تفرقنا 
يجمعنا شيءٌ في الأعماق 
نتلاقى دوماً في استغراق 
في كل حكايا الأبطال 
نتلاقى مثل الأشواق 
تستبق بليل العشاق 
نتلاقى في كل سؤال يبدو بعيون الأطفال 
و لئن ذهبت سأكون لها و كما قالت 
فبقلبي أبداً ما زالت 
ريحاً للغيمة تدفعها حتى تمطر 
ماءً للحنطة تسقيها حتى تثمر 
ريقاً للوردة ترعاها حتى تزهر 
أمناً للخائف و المظلوم 
عوناً للسائل والمحروم 
فلن ذهبت فلقد صارت 
عندي جرحاً يوري قدحاً 
يفلق صبحاً يبني صرحاً 
لأكون بها إيقاعاً من كل غناء 
لو يصحو ليل الأحزان 
و خشوعاً في كل دعاء 
يسعى لعلو الإيمان 
ترنيماً في كل حداء 
من أجل نماء الإنسان 
من أجل بقاء الإنسان 
من أجل إخاء الإنسان